الصفحة الرئيسية › ثقافة

ثقافة بعد 8 سنوات من الظلام: قاعة الماجستيك ببنزرت تعانق الأنوار من جديد

بعد 8 سنوات من الغياب عن المشهد الثقافي ببنزرت، فتحت قاعة سينما الماجستيك أبوابها من جديد يوم 10 أكتوبر 2015 وسط حضور شبابي لافت ومتعطش للسينما والمسرح والموسيقى.. فبمبادرة من الشاب ضياء الفالحي، دبت الحياة من جديد في هذا الفضاء الذي شكّل طيلة عقود معقلا للسينما في مدينة بنزرت.. وانطلق اللقاء الأول بلوحة راقصة ثم بوصلة موسيقية لمجموعة «مجانين الركح» تلاهما عرض فيلم وثائقي من إخراج إيهاب العامري الذي حاور مجموعة من متساكني حومة «أولاد الرمل» لنقل تطلعاتهم وانتظاراتهم من قاعة الماجستيك.

وقد صرّح ضياء الفالحي أنّ «بنزرت بحاجة لقاعة مثل الماجستيك حتى يتمكن الفنانون الشبان من أبناء الجهة فضلا عن كافة الفنانين من اعتلاء ركح فني محترم والتواصل مع الجمهور العريض»... وقال الفالحي إنّ هذا المشروع يُمثل رهانا سيعمل على تحقيقه والمحافظة عليه ـ مهما كانت الصعاب ـ بمعية الفريق الذي يشتغل معه..

وتوجه الفالحي بالشكر لكل الشبان الذين مدوا يد الإعانة وهم يدركون أنّ الأموال غير متوفرة قائلا: «بكل تواضع، الأولاد الي خدمو في الصالة، خدموها بظوافرهم ليكونوا في الموعد يوم 10 أكتوبر».. كما توجه صاحب المشروع بالشكر للمندوبية الجهوية للثقافة ببنزرت وعلى رأسها السيد مراد عمارة..

 من جهته، كشف المسؤول عن البرمجة ظافر غريسة أنّ العروض التي ستقدمها قاعة الماجستيك ستكون متنوعة ومنها عرض للفرقة الوطنية للموسيقى بمناسبة ذكرى عيد الجلاء يوم 15 أكتوبر وعرض أفلام «قصير ويحير» يوم الجمعة 16 أكتوبر.. هذا فضلا عن مواعيد فنية أخرى على غرار عرض الفنان زياد بقة الذي سيقدم ألبومه الجديد يوم 31 أكتوبر ومسرحية تلاشي ومجموعة «خنافس» والفنان صبري مصباح الذي سيقدم كذلك ألبومه الجديد..

 

أمّا المندوب الجهوي للثقافة مراد عمارة، فأكد دعمه لهذه القاعة المستقلة قائلا إنّه «توجد في بنزرت دار ثقافة واحدة وهناك مركب ثقافي جديد سيتم إنشاؤه بمواصفات عصرية على انقاض مدرسة قديمة بنهج الجزائر... وقد رُصدت له ميزانية في حدود 4 مليون دينار». وأضاف عمارة: «الثقافة وتمشي القرب يتطلبان عدة فضاءات، فهناك اليوم انفجار جمعياتي وبنزرت أضحت بحاجة إلى أكثر من فضاء وأكثر من قاعة». وفي السياق نفسه، قال محدثنا «إنّ دار الثقافة الشيخ ادريس تخضع حاليا لعملية صيانة وهو ما دفع بالمسؤولين بالجهة إلى برمجة الحفل الخاص بذكرى عيد الجلاء في قاعة الماجستيك.. وهنا يكتسب مفهموم الشراكة بين الفضاء الخاص والمؤسسات العمومية كل معناه».

من جهتها، عبرت زينب فرحات مديرة فضاء التياترو عن مساندتها لهذا المشروع سواء كان ذلك من خلال عرض الأعمال التي ينتجها التياترو أو من خلال تقديم النصح والتوجيه.. وأكدت فرحات على ضرورة أن يحقق فضاء الماجستيك توازنه المالي حتى يتمكن من مواصلة العمل مشيرة الى أنّ الماجستيك عزّز شبكة الفضاءات المستقلة ليكون الفضاء المستقل رقم 34 في تونس.

ومن جهتنا، لا يمكن الا ان نتمنى التوفيق لباعثي هذا المشروع ونحييهم على الطاقة الايجابية التي أبدوها خدمة للثقافة والفنون بالجهة، فقد يشكل الماجستيك المتنفس الثقافي الذي تستحقه المنطقة في ظل انحسار فضاءات المعرفة والفنون. 

شيراز بن مراد